رواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات: ألمع العقول الشابة الإيرانية تهيمن على أولمبياد العلوم الدولي.
ADVERTISEMENT

أولمبيات العلوم الدولية (ISOs) هي مسابقات عالمية تُستخدم لاكتشاف الطلاب المتميزين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). بدأت أول مسابقة من هذا النوع سنة 1959، ثم أُضيفت لها مجالات أخرى مثل الكيمياء، الفيزياء، الأحياء، المعلوماتية، علم الفلك وعلوم الأرض. شاركت إيران لأول مرة سنة 1987، وحصلت منذ ذلك الوقت على

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

أكثر من 600 ميدالية، منها أكثر من 200 ذهبية.

تقوم هذه المسابقات على تحدٍّ أكاديمي وتبادل ثقافي، بهدف تنمية الإبداع والتفكير النقدي واكتشاف المواهب العلمية الصغيرة. تُستخدم مدارس NODET ومعسكرات التدريب الوطنية في إيران لاختيار الطلاب وتأهيلهم عبر مراحل متعددة. رغم الضغوط الاقتصادية والعقوبات، تخصص الدولة اهتماماً كبيراً لتطوير تعليم STEM.

تشارك سنوياً أكثر من 100 دولة في أولمبياد الرياضيات الدولي، أولمبياد الفيزياء (IPhO)، أولمبياد الكيمياء (IChO)، وأولمبياد المعلوماتية (IOI). حافظت إيران على مراكز متقدمة باستمرار. في 2025، احتلت المرتبة الثالثة عالمياً بعدد الميداليات الذهبية. في 2024، تصدرت أولمبياد علم الفلك والفيزياء الفلكية (IOAA) بخمس ميداليات ذهبية.

تدير المسابقات هيئات دولية بالتعاون مع جامعات أو مؤسسات علمية في الدول المضيفة. تُجرى الاختبارات النظرية والعملية على عدة أيام، بترجمة إلى لغات متعددة. تُمنح الجوائز وفق معايير ثابتة تضمن العدالة والتمييز بين مستويات الأداء.

ساعد خريجو الأولمبيات في رفع المكانة العلمية لإيران، وقُبل عدد كبير منهم في جامعات عالمية مرموقة. تحتل إيران مكانة متقدمة عالمياً في الإنتاج العلمي، خصوصاً في هندسة المواد، الطب، والهندسة. يُتوقع أن تتوسع الأولمبيات لتشكل مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي. أطلقت إيران أول أولمبياد وطني في هذا المجال، مما يعكس سعيها لمواكبة التطور العالمي وزيادة مشاركة الطلاب الموهوبين في مستقبل المسابقات العلمية.

جمال المصري

جمال المصري

·

19/11/2025

ADVERTISEMENT
تمثالا مِمْنون العظيمان :عملاقا الزمن وصدى التاريخ
ADVERTISEMENT

يُعدّ تمثالا ممْنون، القائمان غرب نهر النيل مقابل مدينة الأقصر، من أبرز معالم السياحة في مصر، وشاهدين حيّين على عبقرية الحضارة المصرية القديمة. نحت المصريون التمثالين الضخمين قبل أكثر من 3400 عام في عهد الفرعون أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة، ويبلغ ارتفاع كل منهما نحو 18 مترًا ويزن حوالي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

720 طنًا.

نحت المصريون تمثالي ممْنون من حجر الكوارتزايت وجرى نقلهما لمسافة تزيد عن 600 كيلومتر عبر الصحراء من محاجر الجبل الأحمر. وقف التمثالان في مدخل المعبد الجنائزي الضخم للملك أمنحتب الثالث، والذي اندثر معظمه بفعل الزمن، وبقي منه التمثالان فقط.

يظهر التمثالان الملك جالسًا على عرشه بيدين على ركبتيه، ويواجهان الشرق نحو النيل. نقشت على جانبي العرش صور لأفراد الأسرة الملكية، وتُظهر التماثيل العلاقة بين الملك والعائلة الإلهية.

أطلق الإغريق اسم "ممْنون" على التمثال الشمالي بسبب صوت غامض خرج منه عند شروق الشمس، بعد زلزال عام 27 ق.م. اعتقد الإغريق والرومان أن الصوت هو نواح "ممْنون"، ابن إلهة الفجر في الأساطير. دوّن الزوّار القدماء شهاداتهم على قاعدة التمثال، فأصبح المكان مزارًا ذا رمزية مقدسة.

فسّر العلماء الصوت بأن أشعة الشمس تبخر الندى داخل شقوق التمثال، فتحدث اهتزازات تُنتج أصواتًا. لكن بعد ترميم التمثال في القرن الثالث الميلادي، انقطع الصوت إلى الأبد، وساد الصمت.

رغم صمت التمثال اليوم، لا يزال الموقع ضمن مشاريع أثرية نشطة في الأقصر، ويستمر في جذب السياح والباحثين. أُحيط التمثالان بتعليمات لحمايتهما، فبقيا رمزًا خالدًا للحضارة المصرية وللعبقرية المعمارية القديمة.

رسخ تمثالا ممْنون في الذاكرة الجماعية كرمز حيّ للأقصر ومصر الفرعونية، مع أساطيره المرتبطة بـ"ممْنون المغني". يجمع الأثر بين الفن، العلم، والأسطورة، وينشر سحره منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
من الذي أنشأ باكستان ودعاها هكذا؟
ADVERTISEMENT

أُنشئت باكستان لتكون وطناً للمسلمين في شبه القارة الهندية يعكس قيمهم وهويتهم. ظهر اسم "باكستان" لأول مرة في أوائل القرن العشرين، في وقت شعر فيه المسلمون بالتهميش خلال الحكم الاستعماري البريطاني. تأسست رابطة مسلمي عموم الهند عام 1906، وصارت الممثل السياسي الأبرز للمسلمين، ودعت إلى حمايتهم من الهيمنة الهندوسية، مما

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

مهّد لفكرة إقامة دولة إسلامية مستقلة.

اقترح شودري رحمت علي، المفكر الباكستاني البارز، اسم "باكستان" في كتيبه الشهير عام 1933 بعنوان "الآن أو أبداً". عبّر فيه عن رؤيته لوطن إسلامي للمسلمين الهنود، ويُقال إنه كتب الاسم في منزله بكامبريدج. عرض أسماء أخرى، لكنه استقر على "باكستان"، الذي لاقى قبولاً في الأوساط الإسلامية آنذاك.

اسم "باكستان" يحمل دلالات رمزية وأيديولوجية؛ فهو مأخوذ من "باك" بمعنى الطاهر، و"ستان" بمعنى الأرض، ليعني "أرض الطُهر". كما يُعدّ الاسم اختصاراً للمناطق التي تألفت منها الدولة الجديدة: البنجاب، أفغانيا (الإقليم الحدودي الشمالي الغربي)، كشمير، السند، وبلوشستان. هذا التركيب يعكس تنوع المناطق ووحدتها الإقليمية والثقافية في الأمة المقترحة.

صيغت المطالب الرسمية بإقامة دولة إسلامية مستقلة في "قرار لاهور" عام 1940، الذي تبنته رابطة مسلمي عموم الهند، ودعا إلى إنشاء دول مستقلة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة في شمال غرب الهند وشرقها. ومع استقلال الهند عام 1947، تأسست باكستان كدولة جديدة ضمت البنجاب، السند، بلوشستان، الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، والبنغال الشرقية (التي صارت بنغلاديش لاحقاً).

شعر شودري رحمت علي بخيبة أمل بعد قيام الدولة، إذ رأى أنها لا تتوافق مع رؤيته الأصلية لدولة أوسع وأشمل. وبعد عودته إلى باكستان عام 1948، تم ترحيله ومصادرة ممتلكاته، فعاد إلى إنكلترا وتوفي هناك عام 1951. وبقي اسم "باكستان" رمزاً لتطلعات أمة سعت إلى الحرية والعدالة تحت قيم إسلامية تجمع مكوناتها.

شيماء محمود

شيماء محمود

·

20/11/2025

ADVERTISEMENT