بماذا يشتهر العمانيون؟
ADVERTISEMENT

يعكس المجتمع العُماني نموذجًا فريدًا من التوازن بين الحداثة والتقاليد، حيث تجد الأصالة والضيافة والتراث في تفاصيل الحياة اليومية. يُعرف العُمانيون بكرمهم ودفء استقبالهم، وهو ما يتجلى في مجالسهم المفتوحة، التي تُستخدم للحوار والتواصل، وفي طقوس تقديم القهوة المُعطّرة مع التمر، والتي تُعبّر عن حسن الضيافة وروح المجتمع.

السلوك الودود

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

واللطيف سمة مميزة للعُمانيين، إذ تسودهم روح احترام الآخر والمساعدة، ما يجعل عُمان وجهة سياحية تتمتع بترحيب لا يُنسى. ويُعدّ التراث البحري جزءًا أساسيًا من الهوية العُمانية؛ فقد ساهم الموقع الجغرافي لعُمان في تطور مهارات الملاحة وصناعة السفن، وخاصة سفن الداو التقليدية التي تمثل رمزًا لتاريخ التجارة والاستكشاف البحري العماني.

تُعتبر مدينة صور مركزًا تاريخيًا لبناء السفن، حيث لا تزال تُصنع المراكب يدويًا باستخدام تقنيات موروثة. كما أن العلاقة التاريخية بين عُمان وزنجبار وشرق أفريقيا، ما زالت واضحة في التبادل الثقافي القائم بين المنطقتين حتى اليوم. وتُجسّد هذه الروابط الطابع العالمي للتراث البحري العماني.

الهوية الثقافية العُمانية متجذّرة في الأزياء التقليدية، كالـدشداشة للرجال ذات الطابع العملي والأنيق، والملابس المطرزة للنساء. كما يُعد "الخنجر العُماني" رمزًا بارزًا للفخر والعزة، وله مكانة خاصة ظاهرية ورمزية. وتحتفظ الفنون الشعبية مثل الرزحة والعازي بحيويتها في المناسبات والمهرجانات، حيث تُعبر عن الانتماء والاعتزاز بالتراث.

الطبيعة تلعب دورًا محوريًا في شكل الحياة بعُمان. تُعدّ أنظمة الأفلاج مثالًا على الابتكار في إدارة المياه، وقد أُدرج بعضها ضمن قائمة اليونسكو. كما تُبرز زراعة النخيل، وتربية الخيول والإبل، العلاقة العميقة بين الإنسان والبيئة. وتواصل عُمان جهودها في حماية التنوع البيولوجي من خلال المحميات الطبيعية، مما يُضفي لها موقعًا قياديًا في الحفاظ على البيئة والعيش المستدام.

لينا عشماوي

لينا عشماوي

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
فاس: مدينة الأصالة والجمال في قلب المغرب
ADVERTISEMENT

فاس، من أقدم المدن في العالم العربي والإسلامي، بُنيت في القرن الثامن الميلادي بأمر إدريس الثاني، وظلت على مرّ القرون موطناً للعلم والتدين. البلدة القديمة داخلها صورة للمغرب الأصيل، وضعها اليونسكو على قائمة التراث العالمي لأنها تحفظ رائحة التاريخ وبناه التقليدي.

المدينة العتيقة بفاس قرية كبيرة مفتوحة تعرض الحياة المغربية

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

كما كانت عليه. فيها أكثر من 9,000 زقاق لا تدخله السيارات، وأسواق تبيع التوابل والسجاد والثياب والنحاس. أشهر معلم فيها جامعة القرويين التي تجمع بين التعليم والعبادة، بجانب مساجد وسقايات وبيوت مغربية خالصة.

جامعة القرويين أنشأتها فاطمة الفهرية سنة 859، وهي أقدم جامعة لم تغلق أبوابها منذ تأسيسها. كانت منارة للعلوم الإسلامية واليونانية، وجذبت علماء من المغرب ومن خارجها. مبناها زاخر بالزخرفة الإسلامية، ومكتبتها تحتوي آلاف المخطوطات النادرة.

الصناعات اليدوية جزء من هوية فاس. المدينة مشهورة بدباغة الجلود في دار "شوارا" حيث تُعالج الجلود بمواد طبيعية، وتزدهر فيها حرف النسيج والفخار والزرابي، فتصبح سوقاً للحرف المغربية الأصيلة.

الحياة الثقافية في فاس تتحرك عبر المهرجانات والفنون القديمة. مهرجان فاس للموسيقى الروحية حدث عالمي يجمع ثقافات متعددة. الموسيقى الأندلسية وموسيقى الآلة تحفظ التراث، والمطبخ الفاسي يقدّم أطباقاً مثل البسطيلة والطاجين.

زيارة فاس مغامرة تبقى في الذاكرة، تُقل الزائر عبر الزمن داخل أزقة ضيقة ومعالم شاهدة على تاريخ وثقافة مغربية ثرية. رغم الصعوبات، تحافظ المدينة على طابعها وإرثها، وتستحق أن تكون وجهة أساسية لكل من يريد معرفة المغرب الأصيل.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
مالك بن نبي.. الفيلسوف الجزائري وأثره على الفلسفة العربية الحديثة
ADVERTISEMENT

مالك بن نبي مفكر جزائري حديث، يُعرف بلقب "فيلسوف العصر" و"منظر النهضة الإسلامية". بنى مشروعه الفكري على الإسلام ومتطلبات العصر، واختص بتحليل المشكلات الحضارية واقتراح حلول لها، فاستكمل أفكار ابن خلدون وألهم تجارب ماليزيا وإندونيسيا في التنمية والنهضة.

وُلد بن نبي عام 1905 في قسنطينة، ونشأ في بيئة إسلامية محافظة.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

انتقل إلى تبسة فحفظ القرآن وأنهى الدراسة الابتدائية. لاحظ منذ صغره تأثير الاستعمار الفرنسي في المجتمع الجزائري، فتمسك بالإسلام واللغة العربية دفاعاً عن الهوية. تأثر بجمعية العلماء المسلمين ومجلة الشهاب لعبد الحميد بن باديس.

انتقل إلى باريس، عانى من البطالة فأكمل القراءة والكتابة، فأصدر أول كتبه "الظاهرة القرآنية" ثم تبعه "شروط النهضة" و"وجهة العالم الإسلامي"، وطرح فيها مفهوم "القابلية للاستعمار"، منتقداً غياب الاستعداد الذاتي لمواجهة الانحطاط.

في 1956 انتقل إلى القاهرة، فأصبح منزله ملتقى المثقفين العرب وأصدر كتباً بارزة منها "الصراع الفكري في البلاد المستعمرة"، وعُيّن مستشاراً للمؤتمر الإسلامي.

رغم عمق أفكاره، أُقصي مالك بن نبي في الجزائر بعد الاستقلال، بسبب رفضه الفكر الاشتراكي السائد، فغابت مؤلفاته عن المناهج التعليمية وحُرم التلاميذ من مرجعيته.

رأى أن النهضة تبدأ بتربية الإنسان، لا بتطوير الاقتصاد فقط، فـ"الإنسان، التراب، والزمن" عناصر معادلة الحضارة عنده. حذّر من فقدان الأمة الإسلامية دافع النهوض، وعارض الارتباط بالسلطة كطريق للإصلاح.

في ندوة دمشق عام 1972 عرض رؤيته لمستقبل المسلمين، عدّت وصيته الأخيرة، وتوفي عام 1973 تاركاً إرثاً فكرياً يعالج قضايا النهضة، التنمية، والاستعمار من منظور فلسفي حديث.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT