على ضفافه مدن مثل بابل وأوروك، وكان وسيلة للنقل والتجارة ومصدرًا للري. وتظهر أهميته في النصوص الدينية والثقافية، إذ يُعظّم كنهر مقدس في التراث الإنساني. اسم يتكرر في كتب التاريخ والأساطير، مما يعكس دوره الثقافي العميق.
على مر العصور، لعب الفرات دورًا محوريًا في الزراعة، إذ اعتمدت عليه المجتمعات القديمة والمزارعون الحاليون لري الأراضي الخصبة، خاصة في سوريا والعراق. زراعة القمح والشعير وأنواع أخرى كانت تعتمد بشكل كبير على مياهه. ومع أن تطور نظم الري سهّل استغلال النهر، فإن الضغوط الحديثة مثل الاستهلاك المتزايد والتغير المناخي تهدد هذا المورد الطبيعي.
من الناحية البيئية، يشكّل نهر الفرات نظامًا بيئيًا متنوعًا يدعم أنواعًا من النباتات والحيوانات. الطيور المهاجرة والأسماك والنباتات تعتمد على بيئته الطبيعية، إلا أن التجاوزات البيئية مثل بناء السدود واستنزاف الماء أدت إلى تدهور بيئي واضح، مما يزيد من الحاجة إلى جهود حماية وتحقيق استدامة بيئية.
يواجه نهر الفرات في العصر الحديث تحديات معقدة؛ من أبرزها بناء السدود في الدول المشاطئة، مما يسبب نقصًا في تدفقات المياه، إضافة إلى الجفاف وتقلص منسوب المياه بفعل التغير المناخي. الأزمات تؤثر على الزراعة والمجتمعات المحلية، ويستلزم الأمر تعاونًا إقليميًا للحفاظ على مكانة النهر كمصدر مائي أساسي للمنطقة.
يمثل نهر الفرات أكثر من مجرد ممر مائي؛ فهو رمز للاستقرار والتحضر والثراء الطبيعي. بالمحافظة عليه وضمان استدامته، يُحتفظ بما يقدمه من فوائد بيئية، اقتصادية وثقافية للأجيال القادمة، لتعزيز استمراره كأحد أبرز معالم الحياة في الشرق الأوسط.