تتشابه في الشكل الخارجي، لكن تختلف في طريقة التصرف، والأصوات، ودرجة التأقلم مع البيئات.
الغراب طائر موجود في كل قارة عدا القارة القطبية الجنوبية، ويعيش في بيئات متعددة حتى المدن. يُقدّر عدد بعض الأنواع بالملايين، مثل الغراب الأمريكي. يأكل مواد نباتية وحيوانية، ويأخذ فضلات الإنسان طعاماً، وهو دليل على ذكائه وتأقلمه.
الغربان طيور تعيش في جماعات عائلية، يشارك فيها الأب والأم بتربية الصغار التي تبقى مع الأسرة سنوات. تتواصل بأصوات متنوعة وحركات جسدية، وتستخدم أدوات وتلعب.
الغراب حاضر في الثقافة؛ ففي أساطير السكان الأصليين في أمريكا يُعد رمز حكمة، ويُربط في الفولكلور الأوروبي بالموت والشؤم. في آسيا يُرى رمزاً للترابط الأسري وأحياناً نذير شؤم، مما يعكس نظرة متباينة نحوه.
الغربان تصنع أدوات وتفهم أفكاراً مثل الإزاحة وتُحلل مسائل تتطلب خطوات متعددة. تتعرف على وجوه البشر وتنقل المعلومة إلى أفراد مجموعتها، وهو سلوك نادر بين الحيوانات.
تتفوق الغربان على طيور أخرى، حتى الببغاوات، في التفكير المجرد والذاكرة واستخدام الأدوات. تشبه بنية أدمغتها القشرة الجبهية لدى القردة، مما يجعلها نموذجاً مهماً في دراسة الذكاء الحيواني.
رغم انتشارها، تواجه الغربان خطر فقدان أماكن العيش، والتلوث، والنزاع مع الإنسان. تصنف معظم الأنواع حالياً «أقل قلقاً»، لكن الضغط البيئي المستمر قد يعدل الوضع. يجب حماية مواطنها وتشجيع التعايش لضمان بقائها، خصوصاً بعدما تبين أنها كائنات استثنائية تستحق الاحترام والحماية.