اسم "النواميس" يحمل طابعًا غامضًا، إذ يُشتق من كلمة "ناموس" التي تعني القانون أو النظام الخفي، وتُرجّح التسمية ارتباطها بوظيفة الهياكل غير المفهومة بدقة. يشير بعض الباحثين إلى استخدام النواميس كمقابر أو مواقع طقسية، بينما تذهب تفسيرات أخرى إلى دور فلكي أو ديني، خصوصًا أن مداخلها غالبًا تواجه الغرب.
الغموض يحيط بالنواميس، إذ لم تُعثر داخلها على نقوش أو أدوات توضح بشكل قاطع من بناها أو كيف كانت تُستخدم. ورغم زيارات متكررة من الرحالة والمستكشفين الأوروبيين خلال القرن التاسع عشر، ما زال الموقع يثير الفضول العلمي. الأدلة الأثرية القليلة ترجح أنها تعود إلى العصر البرونزي المبكر، وتضم بقايا بشرية تعزز نظرية الاستخدام الجنائزي.
موقع النواميس بين نويبع وسانت كاترين يسمح بالوصول إليها عبر رحلات من شرم الشيخ أو سانت كاترين. الرحلة تكشف عن مناظر طبيعية خلابة وهدوء روحي، فتجذب محبي الطبيعة والاستكشاف. بعد الموقع عن المراكز المأهولة يساعد على الحفاظ على طابعه البدائي، بينما يقدم البدو المحليون الحماية ويعملون كمرشدين للزوار، يروون قصصًا مرتبطة بالمكان.
التصميم الفريد للنواميس، وقدرتها على تحمّل العوامل البيئية، يعكس ذكاء الإنسان القديم في التعامل مع الموارد المحدودة. ورغم الاهتمام المتزايد بها، لا تزال النواميس بحاجة إلى حماية وتنظيم سياحي فعّال. إدراجها ضمن خطط وزارة السياحة والتعامل معها كموقع تراثي يعزز قيمتها الثقافية، ويضعها ضمن أولويات السياحة البيئية والآثار في مصر.
النواميس ليست مجرد بقايا حجرية؛ إنها بوابة إلى ماضٍ غامض، يدفع الزائر إلى التأمل في حضارة لم نكشف أسرارها كلها بعد.
إسلام المنشاوي
· 23/10/2025