هل ولدت نباتيا مثلي؟
ADVERTISEMENT

عندما كنت طفلاً، كانت وجبات الطعام تحدياً نفسياً. لم أحب اللحم، رغم إصرار والديّ على إنهاء كل شيء في طبقي، في بيئة ترى ترك الطعام عاراً. والدتي تطبخ جيداً، لكنني أجلس ساعات أمام الطبق عاجزاً عن بلع قطعة لحم، فتتحول العشاءات إلى امتحانات مريرة.

في الرابعة، أخفيت الطعام تحت وسائد

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الكراسي. عندما وجدوا الفتات، رفعوا الوسائد واشتدّت رقابتهم. لم يخطر ببال أحد أنني لا أتذمر من عناد، بل أن جسمي يرفض اللحم. كررت إخفاء الطعام: في الجيوب، داخل الحمام، تحت قمامة الغرف.

لم أكره كل الأكل. أحببت الخضار والأرز وساندويتش الجبن بالفيجيميت. لم أكن مريضاً أو ضعيف المعدة، لكن البيض تحديداً كان يثير غثياناً فورياً، يصحبه عرق وتجشؤ. لم أحكِ لأحد عن هذا الانزعاج.

بعدما غادرت البيت واعتمدت النظام النباتي، بقيت أشعر بالذنب حيال المضيفين. أشرح دائماً أن سبب امتناعي ليس موقفاً أخلاقياً أو بيئياً، بل غريزة. التقيت بيرت هيوز، فذكر أن فصيلة الدم A ــ مثلنا ــ تنتمي لجامعي الطعام لا الصيادين، وغالباً ما يولد أصحابها نباتيين.

اكتشفت أن جسمي يعمل كما يعمل. بعد أسابيع، قرأت رواية «فاستنغ، فيستينغ» لأنيتا ديساي، تصور بطلة نباتية منذ الصغر تُ misunderstood في محيطها. الرواية، المرشحة لجائزة البوكر 1999، عبّرت عن تجربتي بلغة أدبية، مثلما فعل بيرت.

من خلال تلك المحطات، تأكدت أنني نباتي بالفطرة. المفارقة: هذا الإدراك فتح قلبي لأفهم أمي، أصفح عنها، وأطفئ صدمة الطفولة.

لينا عشماوي

لينا عشماوي

·

20/10/2025

ADVERTISEMENT
أغلى قهوة في العالم تأتي من فضلات حيوان الزّبَاد!
ADVERTISEMENT

كوبي لُواك أغلى قهوة في العالم. تُنتج من حبوب البن التي تمرّ عبر أمعاء حيوان يُسمّى الزّباد، يشبه القط. الحيوان يأكل الكرز، ثم يطرح الحبوب مع البراز. أثناء مرورها في الأمعاء، تتخمّر الحبوب، فيُقال إن الطعم يصبح ناعمًا وأقل مرارة.

الزّباد يأكل ثمار القهوة الناضجة، ثم يخرج الحبوب بعد هضم

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

جزء منها. تُجمع الحبوب من البراز، تُغسل جيدًا، ثم تُحمّص. يقول الخبراء إن الحيوان يختار أفضل الثمار، وأن التخمير داخل الأمعاء يفكّك البروتينات التي تُسبّب المرارة، فينتج طعم مختلف عن القهوة العادية.

سعر الكيلو من كوبي لواك يتراوح بين 100 و1300 دولار أمريكي، حسب إن كانت الحبوب مزروعة في مزارع أم مُجمَعة من البر. الكوب الواحد في المقاهي المتخصصة يُباع بـ35 إلى 100 دولار.

ظهرت القهوة لأول مرة في إندونيسيا أيام الاستعمار الهولندي في القرن التاسع عشر. كان المزارعون المحليون ممنوعين من قطف حبوب القهوة، فبدأوا يجمعون ما يخرج من زباد البر، يغسلونه ويحمصونه. أشهر مناطق الإنتاج حاليًا: جاوة، سومطرة، سولاويزي، بالي، تيمور الشرقية، وبعض جزر الفلبين.

الطعم يتغيّر حسب نوع الكرز، طريقة التحميص، وبيئة الزّباد نفسه. الزباد يختار الثمار الأنضج، فيُنتج قهوة طعمها ناعم، أرضي، أقل مرارة، وأثقل من القهوة العادية. النكهة تختلف أيضًا حسب أصل الكرز والمناخ والمكان.

فاروق العزام

فاروق العزام

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
مالطا: الأرخبيل الساحر بين صقلية وساحل شمال إفريقيا
ADVERTISEMENT

تُعد مالطا، الأرخبيل الصغير وسط البحر المتوسط، وجهة سياحية فريدة تمزج بين التاريخ العريق والثقافة المتنوعة. تتألف من ثلاث جزر رئيسية: مالطا، جوزو، وكومينو، وتتميز بموقع استراتيجي يربط أوروبا بشمال أفريقيا، ما جعلها ملتقى حضارات متنوعة كالفينيقيين، الرومان، العرب، والفرسان الإسبتاريين.

يمتد تاريخ مالطا لأكثر من 7000 عام، تركت خلاله

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

حضارات عدة بصماتها المعمارية والثقافية. أسس الفينيقيون أولى موانئها، واستثمرها الرومان كمركز تجاري مهم. أثّر العرب في لغتها وثقافتها بشكل واضح، ويظهر ذلك في اللغة المالطية، إحدى أقدم اللغات السامية المكتوبة بالأبجدية اللاتينية. أضفى الحكم البريطاني طابعًا استعماريًا مميزًا على البلاد. حصلت مالطا على استقلالها عام 1964 وأصبحت عضوًا في الاتحاد الأوروبي.

الثقافة المالطية تجمع بين عناصر متعددة تعكس تاريخها، وتظهر في الطقوس اليومية، المهرجانات الشعبية مثل "كارنفال مالطا"، وفنون الطهي التي تتنوع بين الأطباق المتوسطية التقليدية مثل فطيرة لحم الأرنب وخبز المالتي المحلي. يجذب هذا التنوع زوارًا يبحثون عن تجربة أصيلة وحيوية.

السياحة في مالطا تعتمد على ثراء تاريخها وطبيعتها الخلابة، حيث يُزار معبد "هال سافليني" الصخري، إحدى أقدم المعالم الدينية في العالم، أو يُستمتع بجمال "بلو لاجون" في جزيرة كومينو. العاصمة فاليتا تمثل قلب الإرث الثقافي، بمعالم مثل قصر "غراند ماستر" وكاتدرائية القديس يوحنا. تُعرف جزيرة جوزو بطابعها الهادئ ومواقعها الثقافية والدينية.

توفر مالطا تنوعًا في أماكن الإقامة يبدأ من الفنادق الفاخرة حتى البيوت التقليدية، ما يعزز تجربة الزوار ويمنحهم فرصة استكشاف الحياة المالطية عن قرب. تساهم السياحة بشكل كبير في اقتصاد البلاد وتجعلها من أبرز الوجهات في البحر المتوسط. مالطا ليست مجرد وجهة، بل تجسيد حي للتاريخ والثقافة والطبيعة.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT