يونيو 2025.
يبرز اليوم العاشر من محرّم، المعروف بيوم عاشوراء، كأحد أهم معالم الشهر. يحتفل فيه المسلمون بنجاة النبي موسى من فرعون، وخروج النبي نوح من الفلك، ويحيون ذكرى استشهاد الإمام الحسين في معركة كربلاء عام 680م، وهو رمز للمقاومة والعدالة في الثقافة الإسلامية.
شهر محرّم وقت للتأمل الروحي والتوبة والتقرب من الله. يُكثر المسلمون من الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، ويعكس عاشوراء قيم التضحية والصمود، ويُحفّز على التفكير في سُبل تطوير الذات والارتقاء الروحي. يُشجّع المسلمين على التوبة وطلب المغفرة، وتجديد التزامهم بالتقوى والأخلاق الإسلامية.
ويحظى الترابط المجتمعي خلال الشهر بأهمية خاصة، حيث تُقام مجالس في المساجد والمراكز الإسلامية لتأمل أحداث كربلاء واستخلاص الدروس الأخلاقية. تُنظم وجبات مشتركة مجانية، وتُطلق حملات خيرية وتبرعات لدعم المحتاجين، تعزز روح التعاطف والتعاون داخل المجتمع.
يمثل شهر محرّم منصة للتعبير الثقافي والديني، من خلال الشعر، والمحاضرات، والمواكب، التي تُحيي ذكرى الإمام الحسين وتُعزز الهوية المشتركة. في بعض المجتمعات، يُغتنم الشهر لفتح حوارات بين الأديان، تهدف إلى تعزيز التفاهم والتسامح.
بذلك، يُعد شهر محرّم نقطة انطلاق للعام الهجري الجديد واستنهاضًا للقيم الإسلامية، مثل التأمل، والإيمان، والتضامن. يعمّق الالتزام الروحي، ويوجّه المسلمين إلى مراجعة الذات والسعي إلى الإصلاح الشخصي والمجتمعي في بيئة من الوحدة والتكافل.