الصحة العقلية: كيفية تحسين الرفاهية النفسية والتغلب على التوتر
ADVERTISEMENT

باتت الصحة العقلية جزءًا لا يتجزأ من راحة الإنسان، بعدما ظلت سنين طويلة من المسكوت عنه. والضغوط تتزايد يومًا بعد يوم، فصار العناية بالعقل مسألة ملحة، على قدم المساواة مع الاهتمام بصحة الجسد. يشرح المقال لماذا نحتاج إلى تعزيز الرفاهية النفسية وكيف نخفف التوتر قبل أن يستفحل.

يظهر التوتر أول

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الأمر كرد فعل طبيعي تجاه أي تحدٍ، لكنه يتحول إلى عبء حين يطول مكوثه، فيولد القلق والاكتئاب ويصيب النوم والتركيز بالاضطراب. لا يتوقف الضرر عند النفس، بل يتسلل إلى الجسد فيضعف المناعة ويرفع ضغط الدم ويعرقل الهضم.

تُعد ممارسة التأمل وسيلة فعالة لتهدئة الذهن، مع تخصيص وقت للاسترخاء بقراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة. يُحسّن النشاط البدني المنتظم المزاج ويطرد التوتر، خصوصًا حين يمارس الإنسان رياضته في الهواء الطلق أو يدمجها في يومه على شكل عادة ممتعة.

تؤثر التغذية الصحية في الحالة النفسية من باب غير مباشر؛ تناول كميات أكبر من الفواكه والخضروات وتقليل الدهون والسكر ينعش عمل الدماغ. يدعم التواصل الاجتماعي الصحة النفسية أيضًا، إذ يُفتح باب الحديث مع المقربين ويُطلب العون حين تشتد الحاجة.

يحدد نوم جيد مسار المزاج والتركيز. يُحسّن الإنسان نومه حين يلتزق بموعد ثابت للنوم والاستيقاظ ويبتعد عن الشاشة قبل خلوده. تُسهم إدارة الضغوط، عبر ترتيب المهام وتحديد الأهم منها، في الحفاظ على هدوء النفس.

يطلب الإنسان المساعدة النفسية خطوة شجاعة، لا دليل ضعف. يقدم المتخصصون الدعم من خلال الاستشارة النفسية أو طرق مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتعديل الأفكار السلبية، و العلاج الجماعي ليشارك المرضى تجاربهم، أو العلاج بالموجات الدماغية (Neurofeedback) لتحفيز وظائف الدماغ.

نخلص إلى أن الاعتناء بالعقل والتوازن النفسي حاجة يومية. بالتأمل والرياضة والدعم الاجتماعي والنوم الجيد واللجوء إلى العلاج حين تدعو الحاجة، يرتقي الإنسان بجودة حياته النفسية. فلنتحدث عن النفس والعقل بوضوح ونتشارك رحلة السعادة والشفاء معًا.

 ياسمين

ياسمين

·

20/10/2025

ADVERTISEMENT
أناقة اللوتس: الكشف عن نعمة وجمال الزهرة المقدسة
ADVERTISEMENT

زهرة اللوتس تُعد من أبرز رموز الجمال والروحانية في الثقافات الشرقية، إذ تجمع بين الأناقة الطبيعية والرمزية العميقة. منذ العصور القديمة، ارتبطت بأساطير متعددة، فكانت رمزًا للخلود والتجدد في مصر، والنشأة والخلق في الهندوسية، والأمل في الصين.

يرمز اللوتس للنقاء والنمو الروحي، إذ تنبت من الوحل وتتفتح بأبهى صورها، ما

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

يعكس قدرة الإنسان على الارتقاء رغم الصعوبات. في الثقافات الآسيوية، يتكرر ظهورها في الأدب والفنون، كتعبير عن السلام الداخلي والجمال الأخاذ.

من الناحية الجمالية، تتمتع زهرة اللوتس بألوان زاهية وتفتح تدريجي يعكس النضج والتحول. قدرتها على النمو في بيئة المستنقعات تمنحها رمزًا للصبر والقوة والمرونة، إذ تتغذى من التربة الطينية لتخرج متألقة وفريدة.

وعلاوة على مظهرها الساحر، تُستخدم زهرة اللوتس في الطب التقليدي. تحتوي على مركبات طبيعية ذات فوائد مضادة للأكسدة والالتهابات، وتُستخدم لتحسين الهضم، تهدئة القلق، وعلاج بعض الحالات الجلدية، مما يجعلها زهرة طبية ذات قيمة صحية.

فن العمارة الشرقية استلهم كثيرًا من زهرة اللوتس، فاستخدمت تفاصيلها التصميمية في القباب والأقواس والزخارف. كذلك في التصميم الداخلي، تظهر رموز اللوتس في الأثاث والمنسوجات، لتمنح المساحات لمسة من الجمال والسلام.

روحانياً، تمثل اللوتس النمو والتأمل والتوازن. هي دعوة للتفكر الداخلي، والبحث عن الصفاء وسط الصعاب الخارجية. تعلمنا الصبر وتوجيه الطاقة نحو السلام الذاتي، وتذكرنا بأن النقاء ينبع دائمًا من الداخل.

في الختام، تبقى زهرة اللوتس أكثر من مجرد نبات، بل هي رمز عميق للجمال الطبيعي، والتوازن، والرقي الروحي. إنها زهرة تنبض بالحكمة، تُلهِم وتُنعِش، وتمنحنا فرصة للتأمل في عمق الحياة والطبيعة.

عائشة

عائشة

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
أرواح بشرية تعيش تحت الأرض: غرائب مدينة مطماطة التونسية
ADVERTISEMENT

تقع مدينة مطماطة في الجنوب الشرقي لتونس، وتحديدًا في ولاية قابس، وتُعرف ببيوتها الجوفية الفريدة. يسكنها الأمازيغ، أو البربر، الذين حافظوا على لغتهم وهويتهم الثقافية منذ ما قبل الفتح الإسلامي، وتتميّز مطماطة بعزلتها وهدوئها، كما تحتفظ بعادات وتقاليد متميّزة بسبب موقعها البعيد عن التأثيرات الخارجية.

تشتهر مطماطة بنمط معماري فريد

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

يعتمد على العمارة الكهفية؛ حيث يقوم السكان بحفر فناء دائري في عمق الأرض ثم يبنون حوله الغرف والممرات. هذا التصميم يوفر عزلًا حراريًا طبيعيًا، فيبقى الجو داخليًا باردًا في الصيف ودافئًا في الشتاء، وهو ما يجعل البيوت أكثر تكيفًا مع المناخ الصحراوي القاسي، الذي تصل درجات حرارته إلى 40 درجة مئوية صيفًا وتنخفض إلى 5 درجات شتاءً. كما أن البيوت المحفورة ساعدت تاريخيًا في حماية السكان من الغزوات والهجمات.

الأمازيغ في مطماطة جزء من أقدم الشعوب في شمال أفريقيا، ولديهم تراث غني يتمثل في اللغة، والأزياء التقليدية، والمأكولات مثل الكسكس والبركوكش، والموسيقى الشعبية. رغم التغييرات التاريخية، تمكنوا من المحافظة على هويتهم الثقافية، التي أصبحت جزءًا من النسيج الثقافي التونسي.

زادت شهرة مطماطة السياحية عالميًا بعد تصوير بعض مشاهد فيلم "حرب النجوم" في فندق سيدي إدريس، الذي كان موقعًا لمنزل شخصية "لوك سكايوكر". كما يجذب الزوار طابعها المعماري الغريب وثقافتها الأصيلة. توفر مطماطة للسيّاح تجربة فريدة تشمل الإقامة في منازل جوفية، وركوب الجمال، والتزلج على الرمال، والمبيت في مخيمات بربرية، مع إمكانية شراء منتجات محلية مثل السجاد الأمازيغي والفخار.

تحولت عدد من بيوت مطماطة إلى فنادق، لتقدم تجربة سياحية لا تُنسى تجمع بين الأصالة والطبيعة الصحراوية والثقافة العريقة، وهو ما يجعل المدينة من أبرز وجهات السياحة الثقافية في تونس.

وعد سلامة

وعد سلامة

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT