انتقل إلى تبسة فحفظ القرآن وأنهى الدراسة الابتدائية. لاحظ منذ صغره تأثير الاستعمار الفرنسي في المجتمع الجزائري، فتمسك بالإسلام واللغة العربية دفاعاً عن الهوية. تأثر بجمعية العلماء المسلمين ومجلة الشهاب لعبد الحميد بن باديس.
انتقل إلى باريس، عانى من البطالة فأكمل القراءة والكتابة، فأصدر أول كتبه "الظاهرة القرآنية" ثم تبعه "شروط النهضة" و"وجهة العالم الإسلامي"، وطرح فيها مفهوم "القابلية للاستعمار"، منتقداً غياب الاستعداد الذاتي لمواجهة الانحطاط.
في 1956 انتقل إلى القاهرة، فأصبح منزله ملتقى المثقفين العرب وأصدر كتباً بارزة منها "الصراع الفكري في البلاد المستعمرة"، وعُيّن مستشاراً للمؤتمر الإسلامي.
رغم عمق أفكاره، أُقصي مالك بن نبي في الجزائر بعد الاستقلال، بسبب رفضه الفكر الاشتراكي السائد، فغابت مؤلفاته عن المناهج التعليمية وحُرم التلاميذ من مرجعيته.
رأى أن النهضة تبدأ بتربية الإنسان، لا بتطوير الاقتصاد فقط، فـ"الإنسان، التراب، والزمن" عناصر معادلة الحضارة عنده. حذّر من فقدان الأمة الإسلامية دافع النهوض، وعارض الارتباط بالسلطة كطريق للإصلاح.
في ندوة دمشق عام 1972 عرض رؤيته لمستقبل المسلمين، عدّت وصيته الأخيرة، وتوفي عام 1973 تاركاً إرثاً فكرياً يعالج قضايا النهضة، التنمية، والاستعمار من منظور فلسفي حديث.
إسلام المنشاوي
· 18/11/2025