بعد مكة والمدينة والقدس.
أمر الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان القائد عقبة بن نافع بتأسيس المدينة، فجعل منها مركزًا عسكريًا وإسلاميًا. اختير الموقع لأن الأرض ممهدة، ولأنها بعيدة عن الأسطول البيزنطي، ولقربها من قبائل البربر لنشر الإسلام.
بلغت القيروان أوج ازدهارها في العصر العباسي، خاصة في عهد هارون الرشيد وابنه المأمون، حين تقدّم وضعها الثقافي والديني. عيّن المأمون إبراهيم بن الأغلب واليًا على إفريقية، فأسس دولة الأغالبة التي استمرت أكثر من مئة عام.
بعد سقوط الأغالبة بسبب اضطرابات داخلية، استولى الفاطميون على المدينة. جعلها الخليفة المعز لدين الله مقرًا لحكمه في المغرب العربي وإفريقية، ووضع بلكين الصنهاجي نائبًا عنه.
استمر الصنهاجيون في الحكم تحت السيادة الفاطمية فترة طويلة، حتى انشق المعز بن باديس. أرسل الفاطميون القبائل الهلالية، فدمرت المدينة وزال بريقها الحضاري.
اليوم تُعد القيروان من أبرز المدن التونسية، ويسكنها أكثر من 100 ألف نسمة. تضم معالم سياحية ودينية، منها جامع عقبة بن نافع، ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي، وأضرحة لشخصيات دينية مثل سيدي عبيد الغرياني وسيدي عمر عبادة، بالإضافة إلى جامع الأبواب الثلاثة.
تحتفظ المدينة بمكانتها التاريخية والدينية، وتُعد من أبرز وجهات السياحة الثقافية والدينية في تونس والمغرب العربي.
إسلام المنشاوي
· 18/11/2025