اكتشاف مذهل: أسنان حلزون البحر هي أقوى مادّة في الطبيعة
ADVERTISEMENT

هل فكرت يوماً لماذا لا تُقاس صلابة أسنانك بأسنان بعض الكائنات البحرية؟ وجد العلماء أن أسنان البطلينوس، نوع من القواقع البحرية، تُعد أقوى مادة بيولوجية معروفة حتى اليوم، إذ تتحمل ضغطاً يفوق الضغط اللازم لتحويل الكربون إلى ألماس.

مقاومة الشد في أسنان البطلينوس تتراوح بين 3 و6.5 جيجا باسكال، وهي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

أعلى بكثير من مقاومة حرير العنكبوت الذي تبلغ 1.3 جيجا باسكال، رغم شهرته بقوته التي تفوق الفولاذ وزناً بوزن. تتفوق أسنان البطلينوس على حرير العنكبوت بخمس مرات، لتصبح من أقوى المواد في الطبيعة.

أسنان البطلينوس لا يزيد طولها عن مليمتر واحد، تنمو كزوائد صغيرة أسفل لسانه تشبه المبرد الناعم. يستخدم القوقع هذه الأسنان لكشط الصخور واستخراج الطحالب، ما يتطلب صلابة عالية كي لا تتآكل بسرعة. تساعده الأسنان على البقاء حياً في بيئات قاسية يعيش فيها حتى عمر عشرين عاماً.

السبب في هذه القوة يكمن في تركيبها الخاص: تحتوي على معدن الغوثايت المدعم بالبروتينات. الغوثايت مادة غنية بالحديد توجد في صخور كثيرة، وتمنح الأسنان هذه الصلابة العالية.

اهتمام العلماء بأسنان البطلينوس يتجاوز الفضول البيولوجي، إذ يسعون عبر منهج "المحاكاة الحيوية" إلى تقليد تصميمها لصنع مواد أقوى وأكثر متانة. هذا المنهج أنتج ابتكارات مفيدة مستوحاة من الطبيعة، مثل شريط الفيلكرو المستوحى من الأرقطيون، وتصميم مقدمة قطار اليابان المستلهم من طائر الرفراف.

الدراسات المستمرة حول أسنان البطلينوس قد تفتح الطريق لصنع مواد تُستخدم في تشييد مبانٍ أقوى، سيارات أكثر أماناً، أو دروع بديلة لألياف الكيفلر. ورغم أن التطبيقات لا تزال في بدايتها، فإن بطلينوس البحر قد يصبح في المستقبل مفتاحاً لثورة في الهندسة والمواد المتقدمة.

فاروق العزام

فاروق العزام

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
العصر الذهبي لمدينة القيروان
ADVERTISEMENT

مدينة القيروان من أقدم مدن المغرب العربي. بعد فتحها أصبحت مركزًا حضاريًا بارزًا، واستمرت في التقدم لقرون، فأصبحت نقطة انطلاق لنشر الدين الإسلامي والثقافة في إفريقيا وأوروبا.

الاسم مأخوذ من الكلمة الفارسية "كارو آن" بمعنى قافلة الخيل، ثم عُرّب إلى "قيروان". وصفها العلماء قديمًا بـ"رابعة الثلاث"، أي رابعة المدن المقدسة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

بعد مكة والمدينة والقدس.

أمر الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان القائد عقبة بن نافع بتأسيس المدينة، فجعل منها مركزًا عسكريًا وإسلاميًا. اختير الموقع لأن الأرض ممهدة، ولأنها بعيدة عن الأسطول البيزنطي، ولقربها من قبائل البربر لنشر الإسلام.

بلغت القيروان أوج ازدهارها في العصر العباسي، خاصة في عهد هارون الرشيد وابنه المأمون، حين تقدّم وضعها الثقافي والديني. عيّن المأمون إبراهيم بن الأغلب واليًا على إفريقية، فأسس دولة الأغالبة التي استمرت أكثر من مئة عام.

بعد سقوط الأغالبة بسبب اضطرابات داخلية، استولى الفاطميون على المدينة. جعلها الخليفة المعز لدين الله مقرًا لحكمه في المغرب العربي وإفريقية، ووضع بلكين الصنهاجي نائبًا عنه.

استمر الصنهاجيون في الحكم تحت السيادة الفاطمية فترة طويلة، حتى انشق المعز بن باديس. أرسل الفاطميون القبائل الهلالية، فدمرت المدينة وزال بريقها الحضاري.

اليوم تُعد القيروان من أبرز المدن التونسية، ويسكنها أكثر من 100 ألف نسمة. تضم معالم سياحية ودينية، منها جامع عقبة بن نافع، ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي، وأضرحة لشخصيات دينية مثل سيدي عبيد الغرياني وسيدي عمر عبادة، بالإضافة إلى جامع الأبواب الثلاثة.

تحتفظ المدينة بمكانتها التاريخية والدينية، وتُعد من أبرز وجهات السياحة الثقافية والدينية في تونس والمغرب العربي.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT
نكهة الحنين الأرجوانية: حلوى البنفسج من مدريد (فيوليتاس)
ADVERTISEMENT

في أزقة مدريد القديمة، تلمع حلوى فيوليتاس، أو «حلوى البنفسج»، كأيقونة بسيطة من تراث المدينة. صنعت الحلوى البنفسجية ذات النكهة الخفيفة لأول مرة سنة 1915 في متجر «لا فيوليتا»، أسّسه ماريانو جيل وزوجته لويزا رودريغيز. منذ ذلك اليوم، باتت القطعة الصغيرة جسراً يعيد الحاضر إلى الماضي.

طعمها زهري خفيف ويذوب

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

في الفور، وتُباع في عبوات زجاجية أو علب مخملية تُظهر اللون الأرجواني البلوري. «لا فيوليتا» هي المتجر الأصلي، وظلت العائلة نفسها تُنتج الحلوى جيلاً بعد جيل، رغب الحروب والأزمات التي مرّت بها المدينة.

اشتهرت الحلوى بعد أن أعلنت الملكة صوفيا إعجابها بها، فأصبحت هدية رسمية تُقدَّم للضيوف الكبار في المناسبات الدبلوماسية والأعياد الخاصة. لا تزال تُهدى اليوم تعبيراً عن الحب والاحترام في اللحظات المميزة.

زهرة البنفسج في الثقافة الأوروبية، وفي مدريد تحديداً، ترمز إلى الحب والتواضع والوفاء، وأصبحت صورة للوجه الرومانسي الهادئ من المدينة. ينتشر لونها في الحدائق والشوارع كل ربيع، فيُذكّر الناس بالحلوى التي تحمل الاسم نفسه.

تُمنح حلوى البنفسج لمن يعيش ذكريات الطفولة في مدريد، وتُشترى كهدية نادرة من السياح. يستخدمها الطهاة لإضفاء نكهة زهرية على الكعك والمثلجات.

وسط تلال الحلوى الحديثة، تبقى «لا فيوليتا» في قلب مدريد تحتفظ بروح المدينة وتقاليدها، وتُقدّم في كل قطعة لمسة من جمال الماضي الأنيق.

شيماء محمود

شيماء محمود

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT