القصة غير العادية لليوناردو دافنشي
ADVERTISEMENT

يُعد ليوناردو دافنشي رمزًا للإبداع والتفوق في الفن والعلم والهندسة، حيث جمعت شخصيته بين عبقرية فنية واستكشاف علمي ورؤية هندسية فريدة. وُلد في عام 1452 في قرية توسكانا الإيطالية، وسط ظروف اجتماعية صعبة أثرت على طفولته، لكنه أظهر منذ صغره فضولًا لافتًا وعبقرية مبكرة في مجالات متعددة، لاسيما الرسم والنحت

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

والعلوم.

انطلقت مسيرة دافنشي الفنية الحقيقية عندما انتقل إلى فلورنسا، حيث التقى كبار الفنانين ووجد البيئة الملائمة لتطوير مهاراته. تميز بأسلوبه في الرسم باستخدام تقنيات طبقات الألوان ومحاكاة الضوء والظل، وخلق أعمالًا خالدة كلوحة "الموناليزا"، التي تُعتبر إحدى أجمل إبداعات الفن العالمي. تُظهر اللوحة إلى جانب أعماله الأخرى الدقة في التعبير وتجسيد العواطف بواقعية مذهلة.

في جانب العلوم والطبيعة، برع دافنشي في فهم الظواهر الطبيعية من خلال الملاحظة الدقيقة والتجريب. درس جسم الإنسان بتفصيل غير مسبوق ورسم هياكل العضلات والعظام بدقة علمية. اهتم بدراسة الفلك والنباتات والصوتيات، فجاء من أوائل المفكرين الذين ربطوا الفن بالعلم، وهو ما يضعه بين مؤسسي النهج العلمي الحديث.

وفي مجال الهندسة، جسّد دافنشي روح الابتكار، إذ صمم آلات حربية مثل الجسور المتحركة والدروع، وابتكر أدوات ميكانيكية متقدمة للحياة اليومية. تصوّر مدنًا مستقبلية قائمة على الاستدامة والابتكار، ليعكس طموحه في تحسين مستقبل البشرية من خلال حلول هندسية تنموية.

رغم عدم تنفيذ معظم اختراعاته في حياته، فإن تصوراته كانت سابقة لزمانها، وأثّرت في مسار التكنولوجيا والابتكار على مر العصور. ظلّ دافنشي مصدر إلهام للفنانين والعلماء على السواء، من خلال منهجه المتكامل بين الفن والعلم.

تؤكد لوحات دافنشي واختراعاته مكانته كأحد أعظم شخصيات التاريخ، حيث لا يزال إرثه ماثلاً في الفن والتكنولوجيا المعاصرة. تمثل عبقريته الخالدة دعوة للاستكشاف والابتكار، وتذكرنا بقدرة الإنسان على تجاوز الحدود وتحقيق المستحيل.

حكيم مروى

حكيم مروى

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
جيبوتي: البوابة العربية في القرن الإفريقي
ADVERTISEMENT

تقع جيبوتي عند مدخل باب المندب، فتشكل نقطة وصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتصبح بذلك محطة أساسية في خطوط التجارة العالمية. مساحتها لا تتعدى 23 ألف كيلومتر مربع، لكن موقعها يمنحها ثقلًا سياسيًا وثقافيًا يفوق حجمها.

سكان جيبوتي خليط من أصول عربية إسلامية وأخرى إفريقية، فتتداخل العادات العربية مع

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تقاليد القرن الإفريقي. اللغة الرسمية هي العربية إلى جانب الفرنسية، بينما يتحدث الناس في الأسواق والبيوت بالعفرية أو الصومالية، فتسمع في اليوم الواحد أربع لغات.

تحيط بها إريتريا من الشمال، إثيوبيا من الغرب والجنوب، والصومال من الجنوب الشرقي، بينما تفتح نافذتها الشرقية على خليج عدن. هذا الموقع جذب موانئًا عسكرية لأمريكا وفرنسا والصين، وأصبحت أرضًا يمر عبرها نفط العالم وقمحه وشايّه.

الاقتصاد يقف على أكتاف الموانئ. سفن إثيوبيا تخرج من ميناء دوراليه وتعود، فتُحصَّل رسوم التفريغ والشحن. الحكومة تبني محطات طاقة شمسية وطريقًا سريعًا إلى إثيوبيا، وتؤجر أرضًا للجنود الأجانب مقابل دولارات تُسدد جزءًا من الفاتورة.

الصحراء تفاجئ الزائر ببحيرة عسل التي تقع في حفرة بركانية تحت سطح البحر بمئة وخمسين مترًا، وخليج تاجورة يمنح غواصي العالم مرجانًا لم يمسّه إنسان. البراكين الخامدة والملح الأبيض يشكلان مشهدًا لا يوجد في أوروبا.

في الأسواق تُعزف طبول إفريقية بإيقاع عربي، ويُقدَّم قهوة مُبَهَّرة بالهيل ثم لحم جدي مُتبَّل بالكمّون. المساجد تملأ الأفق، لكن جار المسلم مسيحي يشاركه الرقص في الأعراس. جيبوتي دولة صغيرة ترفع رأسها عاليًا وتقول للعالم: «أنا هنا».

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
البحيرة الوردية في أستراليا: أسطورة الطبيعة الملونة في بحيرة هيلير
ADVERTISEMENT

تُعرف بحيرة هيلير، أو البحيرة الوردية، بأنها من أغرب المعالم الطبيعية في أستراليا، وتقع في جزيرة ميدل ضمن أرخبيل Recherche في غرب أستراليا. تتميز مياهها باللون الوردي الصارخ الذي يجذب السياح والعلماء على حد سواء، وتُعد من أبرز وجهات السياحة البيئية في البلاد.

يبلغ طول البحيرة 600 متر وعرضها 250

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

متر، وتقع في منطقة نائية محاطة بالغابات الكثيفة والمحيط الهادئ، مما يمنحها منظراً خلاباً. الوصول إليها يتم عبر رحلات جوية تتيح رؤية شاملة، أو عبر رحلات بحرية حول الجزيرة، لأن الوصول إليها براً صعب بسبب بعدها. يُمنع السباحة داخل البحيرة حفاظاً على نظامها البيئي الفريد.

اللون الوردي لا يعود لخداع بصري، بل ناتج عن تفاعل نادر بين نوع من الطحالب الدقيقة تُسمى "دونالييلا سالينا" وبكتيريا تعيش في الماء المالح، تُنتج صبغة الكاروتين التي تُعطي الماء لونه الوردي. يبقى اللون وردياً حتى بعد سكب الماء في زجاجة، مما يُظهر خصوصية التركيبة الكيميائية للمكان.

زيارة بحيرة هيلير تُعد تجربة فريدة، خاصة عند مشاهدتها من الجو حيث يتداخل لون البحر الأزرق مع الغابات الخضراء والمياه الوردية. الرحلات البحرية المحيطة تُتيح رؤية قريبة دون المساس بالبيئة.

تُسهم البحيرة الوردية في تنشيط السياحة في أستراليا، خاصة في منطقة إسبيرانس، حيث تجذب محبي الطبيعة والتنوع البيئي. تعتمد السياحة المحلية على جولات منظمة تحافظ على البيئة وتُوفر فرص عمل للسكان.

مع التغيرات المناخية، تتعرض البحيرة لخطر اختلال التوازن البيئي بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الملوحة. تقوم الجهات المختصة بدراسات دورية للحفاظ على اللون الفريد والتنوع البيولوجي داخل البحيرة.

يُنصح الزوار باتباع تعليمات الحماية البيئية، واختيار الوقت المناسب للزيارة، وأخذ كاميرا لتصوير المناظر الخلابة، بالإضافة إلى استكشاف المناطق المجاورة مثل شواطئ المحيط والجزر القريبة، ليكون الرحلة تجربة مميزة ضمن أبرز معالم السياحة في أستراليا.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

24/10/2025

ADVERTISEMENT