من الألماس من حيث الصلابة، لكنها تنمو كجزء بيولوجي داخل كائن حيّ، ما يجعل البطلينوس من بين المخلوقات الأكثر إدهاشاً في الطبيعة. يبلغ طول أسنان البطلينوس أقل من ميلليمتر، وتقع أسفل لسانه حيث يستخدمها لكشط الصخور من أجل التغذّي على الطحالب. العملية تتطلب أسناناً فائقة القوة لتحتمّل التآكل المستمر.
تتكوّن الأسنان من مادة الغوثايت، وهي صخرة غنية بالحديد وموجودة في تشكيلات جيولوجيّة كثيرة. مزيج الغوثايت والبروتين يلعب دوراً رئيسياً في تعزيز القوة الميكانيكيّة للأسنان.
البطلينوس يعيش حتى 20 عاماً، وعليه امتلاك أسنان تتحمّل الظروف البيئيّة القاسية عبر الزمن. وعلى الرغم من أنّه يبدو مخلوقاً بسيطاً أو غير مثير للانتباه، فإن بنية أسنانه تقدّم إمكانيّات مذهلة في مجالات عدّة، بدءاً من تطوير مواد جديدة إلى تصميم هياكل أقوى.
الاهتمام العلمي بأسنان البطلينوس ينبع من إمكانيّة الاستفادة منها ضمن محاكاة حيويّة، وهي تقنية تعتمد على تقليد الطبيعة في ابتكار حلول هندسيّة وتقنيّة. كما سبق وألهمت الطبيعة اختراعات مثل الفيلكرو من نبات الأرقطيون وتصميم مقدّمة القطارات السريعة من طائر الرفراف، تساهم خصائص أسنان البطلينوس في تطوير ألياف مقاومة للرصاص أو في بناء سيارات ومبانٍ أكثر أماناً.
تظل الاستخدامات في مرحلة مبكرة من البحث، لكن اكتشاف أقوى أسنان بيولوجيّة في القواقع البحرية يُحدث ثورة في عالم المواد وتتقاطع مع تطوير الهندسة الحيويّة وتكنولوجيا المستقبل.
فاروق العزام
· 13/10/2025