دفع الناس إلى مزايدات مبالغ فيها، فتشكلت فقاعة اقتصادية ضخمة.
اشترى الناس وبيعوا بصلات التوليب وكأنها أموال أو أسهم، بل تطور الأمر إلى بيع عقود لزهور لم تُزرع بعد. الوضع خرج عن الطبيعي، وبدأت الصحف تنشر قصصًا مؤلمة عن أشخاص باعوا بيوتهم وأراضيهم أملًا في الربح، ثم خسروا كل شيء عندما انهار السوق في عام 1637. سُجل هذا الحدث كواحد من أقدم الأمثلة على الفقاعات الاقتصادية.
جاء هذا في وقت كانت فيه هولندا تشهد ازدهارًا اقتصاديًا بعد انتصارها على إسبانيا، واحتكارها تجارة التوابل، مما زاد من ثروة الناس وشجع على المضاربة. عالم النبات كارولوس كلوسيوس ساعد في اكتشاف جمال التوليب، خاصة الأنواع المخططة التي سببها فيروس، فزاد الطلب عليها وتحولت إلى موضة اجتماعية.
استمرت تداعيات القصة، حتى ظهرت نزاعات اقتصادية سُميت "حروب التوليب"، وتصاعدت الخلافات التجارية بين الدول الأوروبية. اليوم يُستخدم تعبير "اقتصاد الفقاعة" لوصف حالات مشابهة في سوق العقارات أو التكنولوجيا، كتحذير من مخاطر المضاربة دون تفكير.
ما زالت زهرة التوليب رمزًا للجمال الطبيعي، لكن قصتها في الاقتصاد تُعد درسًا واضحًا في أهمية الحذر وعدم الانسياق وراء جنون الأسواق.